بين يدي القارئ الجزء الثاني والأخير من مذكرات محسن الشيخ راضي التي يسجل فيها لمرحلة ثانية من حياته السياسية بعد فصله مع رفاقه البعثيين من حزب البعث العربي الاشتراكي الذين شكلوا من وبموازاته تيارا وحزبا بعثيا يساريا يتناقض كليا مع يمين البعث ومناهض لتوجهات ميشيل عفلق وكافرا بقيادته القومية اليمينية . ثم تبدأ تدريجيا مرحلة نضج فكري وسياسي أخرى تتحول فيه مجموعة من البعثيين اليساريين عن قناعة لمغادرة حزب البعث العفلقي ونبذه كليا وشطبه نهائيا من قاموسهم السياسي ، ليتحولوا نحو اعتناق الماركسية اللينينية ويتبنوا شكلها العربي بعد تعريب أسسها وأفكارها بما يخدم توجه التطلعات القومية العربية، حسب اعتقادهم، إيذانا بتأسيس حزب العمال الثوري العربي الذي أصبح فيه عضوا في قيادتيه القطرية والمركزية القومية.